لقـــاء محبـــة

بكل الحب والولاء والآخاء تم لقاء الوّد بين المسيحيين والمسلمين في رحاب نادي
المكتبة القبطية بأمدرمان، نظمته لجان مطرانية أمدرمان وتوابعها، وبرعاية صاحب
النيافة الحبر الجليل الأنبا صرابامون.
لاستقبال سعادة الفريق
عُمر حَسن أحمد الَبشِير
رئيس الجمهورية
ولفيف من كبار رجال
الدولة
في حفل إفطار رمضان مع غروب الشمس وذلك في يوم
السبت 12رمضان1426هـ الموافق 15 أكتوبر2005م
حضر الحفل أصحاب النيافة الحبران الجليلان
الأنبا إيليا والأنبا صرابامون، ومجموعة من الآباء الكهنة الموقرين والشمامسة
والأراخنة ومسئولي اللجان المتنوعة.
وبدايةً ألقى السيد عادل العبد كلمة ترحاب نيابة
عن كل اللجان وبأسم نادي المكتبة القبطية ..
ثم ألقى نيافة الحبر الجليل الأنبا صرابامون
أسقف إيبارشية أمدرمان وتوابعها كلمته والتي فيها قال :
"فخامة الرئيس المشير
عمر حسن أحمد البشير ، رئيس الجمهورية
السادة الوزراء ،
السادة رجال السلك الدبلوماسي ، الحضور الكريم ،
بالأصالة عن نفسي
ونيابة عن أخي الروحي الحبر الجليل الأنبا إيليا أسقف الخرطوم والجنوب ، تحية
طيبة وبعد .
أنني أتقدم لسيادتكم
بخالص الشكر على حرصكم على حضور إفطار رمضان بداركم العامرة دار المكتبة
القبطية بأم درمان كما نشكر الحضور الكريم عل حسن تلبيتهم لتلك الدعوة .
فخامة الرئيس
هذا هو أول إفطار
بعد توقيع معاهدة السلام، لهذا ننتهز هذه الفرصة المباركة لتهنئتكم وتهنئة كل
الشعب بتهنئة قلبية خالصة، ونحي بطلا السلام الأستاذ على عثمان محمد طه والراحل
الدكتور جون قرنق . كما نحي سيادتكم إذ أنتم قائد الركب والقائد الأعلى للسلام
.
فخامة الرئيس ...
الحضور الكريم
إننا اليوم في سعادة
أكثر من أمس وأول أمس إذ السلام الذي كان حلم الأجيال في السودان أصبح حقيقة
وتم توقيع معاهدة السلام ، والسلام عنصر هام لحياة الإنسان وبدون السلام لا
يستقر مجتمع ولا يهدأ إنسان.
وكلما تمتع الإنسان
بالسلام كلما أنطلق فكره بالخير لصالحه وللمجتمع الذي يعيش فيه وكلنا يعلم أن
الحرب التهمت الكثير والكثير من الشباب الأبرياء وأتى السلام ليوقف نزيف الدماء
التي سالت لسنين عديدة
فخامة الرئيس
نحن نعلم حبكم للسلام
ومن واقع مسئوليتكم تعرفون الدمار الذي لحق بالبلاد من ويلات الحروب وفي إحدى
خطبكم قلتم أن السودان قدم من كل أسرة شهيد ، لهذا أردتم حقن الدماء بدوركم
البطولي بإيفاد الأستاذ على عثمان محمد طه ليحاور أخيه الدكتور جون قرنق للوصول
إلى إتفاقية السلام .
ونحن نمتدح موقفكم
الشجاع لخير هذا البلد العظيم والكتاب المقدس يطوب الذين يرعون السلام بقوله :
" طوبى لصانعي السلام "
فخامة الرئيس
..... الحضور الكريم
السودان الآن أمام
فترة عصيبة وحاسمة في تاريخه وهي فترة مابعد توقيع السلام إذ الأمر يتطلب تضامن
كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية لتواكب مشروع السلام لندعمه ونعضده حتى
يتحول السلام إلى واقع عملي معاش ، يشعر به رجل الشارع السوداني أي عامة الشعب.
والكنيسة تصلي من
أجل رئيس الجمهورية قائلة "أذكر يا رب رئيس أرضنا عبدك أحفظه في سلام ..."
ونصلي لأجل كل من هم في منصب قائلين "الرئيس والولاة والوزراء والجموع ..
أحفظهم في سلام " والكتاب المقدس يأمرنا أن نعيش في سلام بقوله عيشوا بالسلام
وإله المحبة والسلام سيكون معكم" والسيد المسيح في تعليمه أوصى أنه لابد أن
يكون الإنسان في سلام مع أخيه مصطلحاً معه، وعندما يقف للصلاة بقوله "إذا قدمت
قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً فأترك قربانك قدام المذبح وأذهب
أولاً وأصطلح مع أخيك "(مت5: 23 ، 24) ، وعرفنا أن أخيك في الإنسانية وأخيك في
الوطن.
والسلام في حقيقته
تعبير عن رضى الله على الشعب وبركة منه كما ذكر في الكتاب المقدس "الله يبارك
شعبه بالسلام"
فخامة الرئيس
نهنئكم برفيق الركب
الفريق سلفاكير الذي نتمنى له كل التوفيق في عمله معكم كما نتمنى أن يسير في
خطى أخيه الراحل جون قرنق في السلام والوحدة، وهنا نتذكر المقولة المشهورة
للراحل "سوف أعمل مع الرئيس البشير والأخ على عثمان سوا سوا وندفع السودان الى
قدام" ونحن نعقد الآمال على عاتق الفريق سلفاكير وحدة السودان، ونثق في سياسته
وحكمته وحسن تدبيره للأمور
فخامة الرئيس
اسمح لي أن أطلب
طلباً وطنياً بما أنكم بذلتم الكثير ليتم السلام مع الجنوب نأمل أن تبذلوا
قصارى جهدكم في حل مشكلة دارفور ، حتى ينعم السودان بالسلام الكامل في كل ربوعه
في شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه .
نصلى إلى الله أن
يجعل السلام في منطقة دارفور بل في كل ربوع السودان
نصلي أن يبارك الله
في كل موارد السودان الطبيعية
كما نصلي إلى الله أن
يبارك رئيس جمهوريتنا وكل الساهرين على رفعة هذا الوطن الغالي
نشكركم على حسن استماعكم
ولإلهنا المجد آمين
رجوع